الإيرانيون ليسوا كغيرهم من حكام الجوار
عمر عبد القادر غندور
مع بدء سريان العقوبات الأميركية على إيران، التي تشمل وقف التعاملات المالية وحظر استيراد المواد الأولية والنفط والغاز وقطع السيارات والطيران التجاري، يستمرّ الرئيس ترامب في إطلاق تصريحاته وتغريداته التي تتوعّد بالمزيد من العقوبات، يُؤازره رئيس القيادة المركزية الأميركية جو فوتيل الذي هدّد بسحق ايّ استفزاز إيراني. وحذرت صحيفة «التليغراف» الانكليزية في افتتاحيتها أمس الأوّل من أنّ إعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران والخلاف الأوروبي الأميركي سيؤدّيان الى نهاية النظام العالمي!
بيد انّ هذا التصعيد قد يبقى قرقعة في برميل فارغ لأنّ الرئيس الأميركي أخذته العزة بعد نجاحه المبهم في جرّ كوريا الشمالية الى التفاوض، ويرى في أسلوبه العدائي وعصاه الغليظة وقوّته العسكرية سبيلاً إلى إخضاع خصومه على أبواب التفاوض.
هذا النموذج الكوري الشمالي إلى جانب النماذج الخليجية المستسلمة للسيد الأميركي الصهيوني، قد لا تكون ناجحة مع النظام الإيراني الذي اعتاد على العدوانية الأميركية الصهيونية منذ العام 1979، ومنذ ذلك التاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية محاصرة وتزداد قوة يوماً بعد يوم.
ربما لا يدرك الرئيس الأميركي أنّ الشعب الإيراني هو صاحب حضارة تعود إلى خمسة آلاف سنة، وعنده من الأناة وعظيم الصبر وبرودة الأعصاب ما سيجعل الرئيس الأميركي قلقاً ونادماً إذا نفذ تهديداته… وقد يخسر الإيرانيون لكن خصمهم لن ينتصر أبداً…
ولو أدرك الرئيس الأميركي أنّ الإيرانيين الذين يحيكون السجاد كجزء من ثقافتهم الفارسية والتي تعود إلى 500 سنة قبل الميلاد ويغرزون في السنتمتر الواحد 3600 عقدة بشكل دقيق، لأدرك أنه في مواجهة رجال ليسوا على شاكلة الحكام الذكور في جوار الفضاء الفارسي…
جريدة البناء اللبنانية
أضيف بتاريخ :2018/08/11