ما هي مبرّرات الهجمة الأميركية على طهران في الأمم المتحدة؟
عمر عبد القادر غندور
ما فات الرئيس الأميركي دونالد ترامب من عبارات عنيفة ضدّ إيران، أكمله مستشاره جون بولتون مهدّداً بالجحيم الذي سيحلّ في إيران إذا ألحقت الأذى بالولايات المتحدة أو حلفائها، ووصف النظام بأنه «نظام قاتل»… وجدّد ترامب تحذيره لشركائه الأوروبيين: «من يتعامل تجارياً مع إيران لن يتعامل مع الولايات المتحدة»، وأكد أنّ المساعدات الخارجية في المستقبل ستذهب فقط إلى أولئك الذين يحترمون أميركا ويحبّونها!
ربما هذه الحالة الهستيرية للرئيس الأميركي على منبر الأمم المتحدة، لها ما يبرّرها خاصة بعد أن قرّر الاتحاد الأوروبي إنشاء نظام مقايضة لمواصلة التجارة مع طهران والالتفاف على العقوبات الأميركية!
وكان مضحكاً ما قاله ترامب في بداية خطابه في الأمم المتحدة عندما تحدّث عن حرصه على الإنسانية ورخاء العالم واستقراره، ما أثار ضجيجاً من الضحك العالي بين الحاضرين، وهو ما أشار إليه الكاتب جوناثان لمير بقوله: ترامب أثار الضحك بدلاً من التصفيق عندما زعم أنه خلال عامين أنجزت إدارته أكثر مما أنجزته أيّ إدارة أخرى في أميركا.
والصحيح أنّ ترامب نجح في مصادرة الأموال الخليجية من فوق الطاولة وليس من تحتها، ثمناً لحمايتها، وفضح هزالها وعجزها والمعايرة بها علناً!
وربما أراد ترامب من تهديده المتجدّد لإيران معاودة ما اتّبعه من تهويل وتهديد وابتزاز لكوريا الشمالية، ما أشاع التخوّف من اندلاع حرب كبيرة، وأدّى إلى لقاء شخصي مع زعيم كوريا الشمالية للتوصل إلى حلّ مناسب لاختلافاتهم في قمة عُقدت في سانغفورة…
إلا أنّ الردّ الإيراني على محاولات ترامب جاء حاسماً حين قال الرئيس روحاني في مجلس الأمن: لا بدّ من القضاء على وهم البعض بتحقيق السلام والأمن على حساب الآخرين، وتساءل بأيّ منطق تنسحب واشنطن من الاتفاقات الدولية ولا تحترم الآخرين وتريدنا أن نحاورها؟
جريدة البناء اللبنانية
أضيف بتاريخ :2018/09/28