ترامب في ورطة والإيرانيون يواصلون حياكة السجاد...
عمر عبد القادر غندور
تصرّ «إسرائيل» على الوقوف إلى جانب صقور البيت الأبيض وكذلك دول الخليج الأعلى ثراء في العالم، وصحافة الأنظمة البترولية لضرب إيران. ويقول عبد الرحمن الراشد في صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، «إنّ كلّ احتمالات الحرب متوفرة وإنّ مآل النظام الإيراني سينتهي كما انتهى صدام حسين ومعمر القذافي بحكم حتمية التاريخ للأنظمة العدوانية! لا شيء يمنع ذلك في خلال الأربعين سنة المقبلة…»
ويقول آخر إنّ إيران استنفدت مهمّتها الأميركية «الإسرائيلية» وحان وقت التضحية بها!
ويرى آخر أنّ كلّاً من واشنطن وطهران تعلنان عدم نيّتهما خوض الحرب، ولكن ما يجري من تحشيد عسكري في المنطقة لا يشير إلى ذلك.
وأبرزت الصحف الأميركية تصريحاً لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي قالت فيه إنّ الرئيس ترامب لا يملك تفويضاً من الكونغرس لشنّ حربٍ على إيران، وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إنّ ترامب يريد الخروج من هذه الورطة بالطرق الديبلوماسية ويريد التحدث مباشرة إلى قادة إيران.
ولا مجال للمقارنة بين موضوعية الصحافة الأميركية، وعشوائية الصحافة «البدوية».
ولكن البارز في الساعات الماضية دعوة ملك آل سعود قادة دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية إلى عقد قمتين لبحث تداعيات الهجمات التي استهدفت ناقلات النفط منذ ثمانية أيام دون أن يصدر ايّ تعليق رسمي، في حين اتهمت «صحافة السلطان» إيران بشنّ الهجمات، بينما قالت «الصنداي تايمز» أنّ المحققين لا يعرفون شيئاً من شنّ الهجمات؟؟
وربما دعوة الملك السعودي لم تأت من فراغ وثمة من أوحى بذلك في «صحوة تأمل» لمواصلة الضغط على إيران عبر التحشيد وإجراء مناورات لتأكيد جهوزية الحلفاء الخليجيين مع موافقة خليجية على طلب أميركي بإعادة الانتشار في مياه الخليج وعلى اليابسة بهدف تمزيق العالم العربي وفق مقتضيات «صفقة القرن» الأميركية الصهيونية والرجعية العربية.
بينما فرص الحرب باتت شبه معدومة في المنظار الأميركي في ضوء المطالبة بإزاحة كبير الصقور جون بولتون المتهم بتوريط أميركا في نزاعات لا لزوم لها، وعدم وجود تفويض في يد ترامب ومعارضة أوروبا للحرب، والتذكير بالاجتياح الأميركي للعراق 2003 وافتضاح كذبة أسلحة الدمار الشامل، ومطالبة الديمقراطيين بإخراج ترامب من البيت الأبيض، بخلاف ما قاله ترامب فجر أمس بأنه يريد مسح إيران وشطب وجودها عن الخارطة، ولكن… مع وقف التنفيذ، لأنه يعلم أنّ إيران دولة حقيقية مختلفة في التاريخ والجغرافيا والعقيدة… فيما يواصل شعبها حياكة السجاد… منذ سبعة آلاف سنة.
جريدة البناء اللبنانية
أضيف بتاريخ :2019/05/21