معك حق يا دولة الرئيس... ولكن
عمر عبد القادر غندور
لم يسبق ان عبّر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عن استيائه كما عبّر خلال زيارته لمرفأ بيروت مخاطباً بعض السياسيين بالقول «روحوا انضبّوا».
ولا شك انّ الرئيس الحريري يئس من إصلاح وإخلاص ونزاهة هؤلاء السياسيين الذين باتت «ضبضبتهم» أمراً حيوياً للشعب اللبناني.
ولعلّ هؤلاء السياسيين هم أكثر إلحاحاً للمعالجة من أزمات النفايات والفساد والكهرباء والانكماش الاقتصادي والتهرّب الضريبي والبطالة وغير ذلك كثير مما ينغّص على اللبنانيين حياتهم ويومياتهم وقدرتهم على تحصيل قوت عيالهم؟
الأوروبيون بعثوا إلينا من يلفتنا الى ضرورة وقف الهدر والاختلاس وفوضى الإدارات وفساد المسؤولين، وهو ما رآه الرئيس الحريري واجباً يجب ان نقوم به نحن قبل أن يلفتنا إليه أحد…
هذا صحيح… ولكن هناك مزاريب جارية تستنزف مالية الدولة بمليارات الملايين كالمجالس والمصالح والإدارات التي لا وجود لها ولا ضرورة ولا حاجة لها، وأكتفي بذكر مصلحة السكك الحديدية والنقل المشترك التي تأسّست عام 1895 باسم الخطوط الحديدية العثمانية الاقتصادية من بيروت الى دمشق وما زالت حية الى اليوم، وفيها مديريتان ورؤساء وموظفون وساعات إضافية وحوافز ولا عمل لهم سوى تكليف خاطرهم عند قبض رواتبهم!
وهناك الجمعيات الاجتماعية والخيرية والفنية التي تتلقى من الدولة مساعدات، هي في الواقع تنفيعات للأزلام والمحاسيب وذوي الحظوة… ولا نتحدّث عن المشاركة في المعارض الخارجية وسفر الوزراء والمدراء والمحظوظين لتمثيل لبنان بتكاليف تبدأ بحجوزات درجة أولى في الطائرات وفواتير فنادق خمس نجوم وبدل تمثيل يساوي راتب شهر عن كلّ يوم، نتصرف كدولة غنية ليست مديونة بأكثر من 90 مليار دولار.
… عود إلى بدء،
السياسيون الذين وجبت «ضبضبتهم» هي مسؤوليتكم يا دولة الرئيس الى جانب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب.
جريدة البناء اللبنانية
أضيف بتاريخ :2019/09/10