ابن سلمان… بين الإقرار بالهزيمة ومحاولة التهرّب من المسؤولية!
حسن حردان
شكلت الإطاحة بقادة عسكريين سعوديين، من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على خلفية الهزائم التي مُني بها تحالف العدوان ضدّ اليمن، شكلت إقراراً صريحاً بفشل الحرب وترنّح التحالف السعودي، ومحاولة تحميل مسؤولية الفشل لبعض الضباط…
على أنه من اللافت أنّ هذا القرار يأتي بعد تطوّرين مهمّين حصلا مؤخراً، وهما:
التطور الأول، تساقط الأوراق العسكرية في محافظات يمنية أساسية في البيضاء والجوف التي تمّ تحريرها، ومحافظة مأرب التي باتت محاصرة من قبل اللجان الشعبية والجيش اليمني، الذين يستعدّون لتحريرها، بعد أن أصبحت ساقطة عسكرياً…
التطور الثاني، الخسائر الكبيرة التي مُني بها تحالف العدوان عسكرياً واقتصادياً بعد الضربات القوية التي استهدفت المنشآت الاقتصادية والنفطية والعسكرية الحيوية في العمق السعودي…
هذان التطوران شكلا ضربة قاضية وموجعة لطموحات ابن سلمان، القائد الفعلي لهذه الحرب المدمّرة لليمن والمملكة على حدّ سواء…
من الواضح أنّ ابن سلمان أراد أن يحمّل مسؤولية هذا الفشل الذريع في الحرب على اليم ن، وما أدّت اليه من أثمان على الصعد كافة، إلى بعض القادة العسكريين، وتقديمهم أكباش فداء يضحّي بهم للتهرّب من المسؤولية المباشرة التي يتحمّلها هو بسبب إصراره على شن الحرب وتخريب التسوية اليمنية، ورهاناته البائسة، شهراً بعد شهر، وسنة بعد سنة، لتحقيق أيّ إنجاز في الميدان في محاولة يائسة منه لكسر إرادة المقاومة اليمنية وإخضاع اليمن، بما يمكنه من أن يتحوّل الى بطل منتصر في حرب دموية مدمّرة…
وكان لافتاً انّ توقيت قرار ولي العهد الإطاحة ببعض أركان حربه قد جاء في أعقاب…
1 ـ اقتراب وصول اللجان والجيش إلى حسم استعادة السيطرة على المحافظات الشمالية وبلوغ الحدود الإدارية للمحافظات الجنوبية، التي تشهد احتداماً للصراع بين المجلس الانتقالي وقوات عبد منصور هادي، في سياق التنافس بين الطرفين للسيطرة على هذه المحافظات…
2 ـ سقوط أحلام تحالف العدوان في القضاء على مقاومة الشعب العربي اليمني في الشمال، ونجاح هذه المقاومة في الصمود وتطوير قدراتها والانتقال من الدفاع إلى الهجوم…
في ظلّ هذا الواقع بدأ ولي العهد محمد ابن سلمان البحث عن أكباش فداء من جهة… ومحاولة التغطية على إخفاقه من جهة ثانية…
لكن من المعروف أنّ الهزيمة في اليمن إنما هي هزيمة لإبن سلمان الذي يُعتبر القائد الفعلي للحرب، والمسؤول عن النتائج الكارثية التي أسفرت عنها حتى الآن على المستويات العسكرية والاقتصادية والسياسية…
ـ فشل أهداف الحرب على كلّ الصعد العسكرية والسياسية وتحوّلها إلى حرب استنزاف للمملكة السعودية…
ـ تراجع دور المملكة عربياً واقليمياً حيث انهار التحالف الذي أنشأته المملكة لتوفير التغطية لحربها المدمّرة وتراجع معها تأثير الحكومة السعودية على الصعيدين العربي والإسلامي، نتيجة تراجع قدراتها المالية التي أهدرت في الحرب وعلى شراء دعم الدول…
ـ تكبّد المملكة خسائر جسيمة َمادياً وبشرياً انعكست بنتائج سلبية على الواقعين الاقتصادي والاجتماعي في المملكة…
انطلاقاً مما تقدّم يمكن القول إنّ المملكة السعودية بقيادة محمد بن سلمان تقترب من لحظة الإقرار والتسليم بالهزيمة في اليمن واستحالة تحقيق أهدافها.. وبالتالي الاعتراف بحق اليمنيين في تقرير مصيرهم بأنفسهم عبر العودة إلى الحوار للاتفاق على صيغة سياسية تنهي الأزمة وتضع حداً للتدخل الخارجي في شؤونه اليمنيين وتستعيد وحدة اليمن أرضاً وشعباً…
جريدة البناء اللبنانية
أضيف بتاريخ :2020/09/08