آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمد اليامي
عن الكاتب :
كاتب سعودي

تحوّل التعليم


محمد اليامي ..

وزير التعليم في السعودية وضع الحكومة على محك حقيقي عندما أعلن أنه مع حلول عام 2020، وهو عام التحول الوطني، سيستغني الطلاب عن الوقت ويتحولون إلى المناهج الرقمية.

ووزارة التعليم لها تاريخ طويل مع الوعود التي لم تنفذ، والتواريخ التي لا تتم مقابلتها، لكن الأمل يحدو السعوديين أن المسألة هذه المرة ليست مرتبطة بالوزارة وحدها بل يدخل الأمر ضمن منظومة تطوير لتتحول هي أيضاً إلى جزء من رؤية معلنة تحظى بإعجاب الاقتصاديين وتقديرهم، لكن المواطن غير المتخصص لا يزال يتوجس منها، بعد أن بدأت تقليص دخله، وتقليص الإنفاق الحكومي.

كلام الوزير له تبعات كبيرة على السوق والناس، فهو يجزم بتطبيق التحول الرقمي في المدارس على 150 مدرسة منتصف العام الدراسي المقبل، وفي العام الذي يليه 1500 مدرسة، لتتحول كل المدارس في السعودية عام 2020 إلى بيئة رقمية تفاعلية.

هذا الكلام يعني أنه بدءاً من العام المقبل ستقوم شركات القرطاسية الشهيرة، وجميع المكتبات، والمستوردون ببدء تقليص استيرادهم من الحقائب المدرسية، والدفاتر، وبالتالي الأقلام، ومحافظ الأقلام، ومعدات تغليف الكتب، وقائمة طويلة مما يرتبط بالتدريس «غير الرقمي»، وفي العام الذي يليه يقلصون أكثر إن لم يكن إيقافاً تاماً لبعض المنتجات لأن عام 2020 سيكون عام التحول في التعليم، وبالتالي في تجارتهم وصناعتهم، وسلاسل فروعهم.

وهذا الكلام يعني تغطية شاملة كاملة للسعودية بخدمة الإنترنت، ومقدرة مقبولة لدى المعلمين والمعلمات والمشرفين عليهم على استخدام التقنية، والتعامل معها، وهو يعني من قبل ومن بعد تغيير مناهج التعليم وأساليبه في كليات التربية في الجامعات السعودية.

يجب أن يكون الوزير واثقاً من ذلك، وليس متأثراً عاطفياً بتوقيع مبادرة «التحول نحو التعلُّم الرقمي لدعم تقدم الطالب والمعلم (بوابة المستقبل)» بقيمة إجمالية 1.6 بليون ريال حتى عام 2020 (427 مليون دولار)، والتي تنفذها الوزارة بالتعاون مع شركة «تطوير» لتقنيات التعليم، وهذا مبلغ ضخم جداً، وإذا لم تتحقق الوعود فسيكون الإحباط هذه المرة أعمق في نفوس الناس.

كانت وزارة التعليم تركض مسرعة أو تقفز من دون إحماء عضلاتها، فيصيبها الشد العضلي، وتتعثر، واليوم ومن خلال هذه المراحل المعلنة نتفاءل أنها تسخن عضلاتها جيداً، وتدخل عالم التعليم بلا ورق، لتواجه التحديات الأخرى المهمة، وفي مقدمها تغيير محتوى المنهج الذي سيعرض على الشاشات الصغيرة في أيدي الصغار، والوفاء بوعود القضاء على المباني المستأجرة.

يتمنى السعوديون أن يروا هذا المشروع واقعاً متحققاً، فهذا يعني أن بقية المشاريع في المثلث الذي يعنيهم (الصحة، والتعليم، والسكن) ستصبح واقعاً وليست مجرد أحلام.

صحيفة الحياة

أضيف بتاريخ :2017/04/01

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد