آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الوهاب جمال
عن الكاتب :
كاتب وناشط كويتي

علاقة مسقط وطهران نموذجاً


عبدالوهاب جابر جمال

إلى متى نعادي إيران ؟!؟ سؤال مستحق كلما اشتد الصوت الذي ينادي باعتبار إيران العدو الأول للعرب والمسلمين ، خاصةً عندما تشتغل الماكينا الإعلامية أكثر للترويج لهذا الأمر وتدفعنا باتجاهه بكل قوة .

وحينما رأيت الكثيرين للأسف قد استجابوا لهذا الأمر وأصبح أمراً واقعياً عندهم ، بدأت أتساءل في هذا الأمر واطرح عدة افتراضيات في ذهني ، مع وضع "مصلحتنا" كمسلمين بالدرجة الأولى وكعرب بالدرجة الثانية ، وماذا سنكسب أو نستفيد من وراء عدائنا لإيران خصوصاً في هذه المرحلة بالذات .

هذه المرحلة أي بعد توقيع الاتفاق النووي ، وبعد استرجاع الجمهورية الإسلامية لملياراتها المجمدة ورفع الحظر الاقتصادي عنها ، وبروزها كلاعب إقليمي ونووي قوي ، وفي الفترة التي تعيش حكوماتنا "النفطية" مرحلة التقشف خوفاً من العجز المالي الذي لن نطيقه .

فلم أجد أي فائدة من عدائنا لإيران ، لا فائدة سياسية ولا اقتصادية ولا حتى عسكرية ، بل وكلما فتحت ملفاً رأيت أن من المصلحة إن نتشارك ونتعايش ونتعاون مع إيران ونضع أيدينا معاً لننمي بعضنا البعض .

وأنا أبحث  وأقلب أفكاري رأيت مدى التناغم والمصالح المشتركة بين الجمهورية الإسلامية إيران وسلطنة عمان ، وكيف يستفيد الطرفان من هذه الصداقة والشراكة والعلاقات الثنائية أكبر استفادة .

فطهران استفادت سياسياً من مسقط حيث كان لجلالة السلطان قابوس الدور المحوري في إتمام الاتفاق النووي مع دول ال٥+١ وإبعاد بؤر التوتر ومخاطر اندلاع حروب جديدة وكان هو المحور في تحقيقه وغيرها من المواضيع الأخرى .

كما أن مسقط قد استفادة اقتصادياً من طهران (التي أصبحت مكاناً لاستقطاب الشركات الاقتصادية العالمية بعد فك الحصار عنها) وبدأت الأسواق العمانية تجلب المنتجات الإيرانية ، وتم افتتاح عدة مشاريع مشتركة في عدة مجالات أهمها الغاز و النقل البحري ، ومثالاً على ذلك فقد أقامت إيران في نهاية شهر يناير معرض تجاري تخصصي في مسقط بمشاركة 70 شركة من الشركات الإيرانية والتي من المتوقع أن تغزوا منتجاتها الأسواق العمانية كمواد غذائية واستهلاكية وسلع منزلية إضافة إلى منتجات التقنية والحديد والفولاذ (ذات أفضل المميزات وارخص الأسعار) .

وبهذا الأمر فان أسواق كلا البلدين انتعشت حيث وصلت نسبة التبادل التجاري بينهم لأكثر من مليار و100 مليون دولار حالياً ، رغم ما تعانيه بقية دول الخليج من شبح العجز والتخبط نتيجة لازمة النفط .

وبادرتني أيضا عدة أسئلة منها :
- لماذا نعادي إيران ؟!؟
- ومن المستفيد من هذا العداء ؟!؟
- لماذا لا نتعاون مع إيران لنواجه عدونا المشترك (الصهاينة ) ؟!؟
- لماذا ينتفض إعلامنا صباحاً ومساءً للتحريض ضد إيران ؟!؟

فوجدت جواباً واحداً لكل هذه الأسئلة وغيرها وهو أن هناك يد تريدنا أن نتقاتل مع إيران لننشغل عنها لتتفرغ هي لتنموا وتتطور وتتقدم علينا وتقوم بتدميرنا دون أن نشعر .

ختاماً أقول :
لنجعل من العلاقة القائمة بين طهران ومسقط مثالاً لنا نحتذي به ، ولنسير كما سرت مسقط لما في ذلك من مصلحة كبيرة لنا ولهم وان لا ننجر لأصوات النشاز التي تدق إسفين الفرقة بيننا وبين الجمهورية الإسلامية .

أضيف بتاريخ :2016/02/13

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد