آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الوهاب جمال
عن الكاتب :
كاتب وناشط كويتي

هل إضراب النفط مستحق ؟!؟


عبدالوهاب جابر جمال ..

انشغل الشارع الكويتي في الأيام الماضية في الحديث عن إضراب عمال القطاع النفطي، إلى أن وصل الأمر ذروته أمس الأحد وهو اليوم الذي طبق فيه الإضراب.

وانقسم الشارع كما في أي قضية بين مؤيد ومعارض وكل هذين الفريقين اتفقا على أن سبب الإضراب الرئيسي تتحمله الحكومات المتعاقبة لا سيما حكومة سنة 2008 والتي استجابة في ذلك الحين لتهديدات ومطالبات موظفي النفط وزادت من مميزاتهم بشكل جنوني (وتأتي الآن لتخفض بعضها) .

كما اتفق الفريقان على أن “الإضراب” بحد ذاته حق من حقوق أي مواطن كفله له الدستور والمعاهدات والمواثيق الدولية للعمال والتي التزمت بها الكويت (مالم يتضرر البلد) .

النقطتين السابقتين سأعتبرهما ركيزة أساس سأستند عليهما في ما سأتطرق إليه بخصوص “صحة الإضراب من عدمه” وبشكل موجز .

أولاً : في أي إضراب يجب أن يتفق “المضربين” على طلبات محدده وأسباب معينه يفهمها الجميع يستندون عليها في إضرابهم ، لكن في هذا الإضراب وحسب متابعتي له واستفساري من عدة موظفين بالنفط ، اتضح لي أن كل “شخص منهم” يغني على ليلاه ، ويضع له سبب يعتبره أساس للإضراب ، فبات واضحاً  أن الأمر ليس منظم بل وتعمد البعض أن يجعله سائباً ليستقطب أكبر عدد ممكن .

ثانياً : شاهد الجميع أن النقابات لم تتدرج في مطالبها واحتجاجها بل اتجهت إلى الإضراب مباشرة، ولم تضع لها آليات تصاعدية بوسائل الاحتجاج كما هو متعارف في كل الاحتجاجات في أي دولة، ولم تتخذ أي خطوات قانونية من شأنها أن ترد (حقوق عمالها كما تدعي) .

ثالثاً : لم يراعي المضربين مصلحة الكويت بشكل عام بل وضعوا مصالحهم الشخصية فوق كل اعتبار (فهم يعلمون أن الكويت ستخسر ملايين أو مليارات الدنانير نتيجة لإضرابهم) وسيشل اقتصاد البلد الذي يعتمد اعتماداً كلياً على النفط .

رابعاً  : اتسمت خطابات وتصريحات قيادات النقابات وعدد من الموظفين بالحدة وتخوين من يرفض هذا الإضراب (ففي الوقت الذي يعتبرون أن إضرابهم حق، يقومون أنفسهم بمنع حق الآخرين بمعارضتهم وكأنهم فقط من يملكون الحقوق) .

خامساً : يتحدثون عن أن الإضراب يأتي لصالح الشعب ككل،  وفي نفس الوقت يصرح رئيس نقابة العاملين في شركة نفط الكويت “المضربة” (حسب صحيفة الرأي) أن من المتوقع حدوث كوارث بيئية نتيجة انبعاث غازات من باطن الأرض في بعض المناطق النفطية، كان يتم التعامل معها وفق آليات علمية وفنية دقيقة، و أن هذه الغازات يمكن أن تحدث انفجارات، بسبب التسرب الغازي وقد تؤدي إلى حدوث إصابات سرطانية خطيرة !!!
فلا أعلم عن أي مصلحة يتحدثون ؟!!

ملاحظة هامة :
أغلب الأسباب التي استند عليها البعض في إضرابهم ، هي أمور لم تتحقق بعد (فلا بديل استراتيجي قد أُقِر ، ولا رواتب قد مست ) وأن شعار إن قَبِل موظفي النفط ما تريده الحكومة، فأنها ستنتقل إلى بقية القطاعات لا يندرج إلا تحت إطار الفرضيات.

فلهذا وأكثر اعتبر كمواطن أن هذا الإضراب غير مستحق، وأرفض أسلوب ابتزاز النقابات للحكومة و أرفض تهديد مصدر دخل البلد الوحيد.

أضيف بتاريخ :2016/04/18

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد