آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
السيد سامي خضرا
عن الكاتب :
باحث وكاتب إسلامي

هكذا انتشر هلع «الإجر ونص» على كلّ الكيان

 

 السيد سامي خضرا

ذكر سماحة السيد حسن نصرالله في خطابه الهام الأخير ليلة الأربعاء 17/2/2021 جملة مواضيع محورية استراتيجية لا تُؤخذ من غيره أو من الصعب لأحدٍ آخر أن يُصرِّح بها وكلها هامة ولا بدّ من التوقف عندها.

والمُلاحظ أنّ سماحة الأمين العام ذكر في خطابه هذا ولعلها للمرة الأولى جملة «بدي إحكي ودون مجاملة».

فإصراره على أن يتكلم ومن دون مجاملات هو خطوةٌ نوعيةٌ جديدةٌ في الخطاب العلني والعام مع الخواص والناس.

 وهذا يعني أنّ هناك أشياء هامة على صعيد التطورات والنظرة والتعامل مع الآخرين قد طرأت أو فرضت نفسها من أجل أن يكون صريحاً بجرعةٍ عالية.

فنتوقف عند الرسالة التي وجَّهها للعدو الصهيوني (على أن نتناول الأمور الأخرى لاحقاً) حيث كانت حديثاً مُباشراً في منتهى الوضوح والصراحة بأنّ تهديداتكم وعنترياتكم لن تنفعكم لأنّ تحويل هذه التهديدات مهما كانت أسبابها داخليةً أم شخصيةً أم تنافسيةً إلى خطوة عملية سوف يكون مقابلها ثمنٌ باهظٌ لا تتحمّله ساحتكم الداخلية وهذا أمرٌ بات بديهياً ومعروفاً في أنّ الردّ سوف يكون غير مسبوق وغير مألوف ولا تتوقعه قيادة العدو.

وأما إذا بقيت مُجرد كلام ومزايدات وتبجُّحات فهذا يعني فقدانها للمصداقية عاجلاً وبالتالي سوف تفقد قيمتها الوظيفية سريعاً بحيث تصبح جزءاً من الاستعراض الفارغ.

والأهمّ في تصريح سماحة السيد إشارته إلى أنّ «المجتمع الإسرائيلي» بشكلٍ عام هو مجتمعٌ عسكري، وهذا الأمر كان لا بدّ أن يُعلن وبشكلٍ واضح خاصة أمام الأجيال الجديدة المُتْخمة بالتأثُّر بالإعلام التافه المُشتِّت والسطحي، هذه الأجيال التي تتعرّض لتسخيف ثوابتها العقائدية والقومية وانقلاب الصُّوَر والمفاهيم لديها.
لأنّ هناك ثقافة وإعلاماً وجهات تضُخُّ ومنذ سنوات طويلة أنّ المجتمعات اليهودية في الكيان الطارئ فيها مدنيون وعلينا أن نتجنَّب أذيتهم فهم مُحيَّدون, وهذا ما جعل العدو في موقع الاستهتار والتجرُّؤ علينا نتيجة تفوّقه المادي بحيثُ يبطش بنا بالطول والعرض ومن دون حسابات وهو لا يتوقع رداً مُؤلماً لضيق الخيارات العسكرية المباشرة لدينا كما كانت الحال لفترة طويلة وقبل القفزات الصاروخية النوعية للمقاومة والتوفيقات والمفاجآت… حيث قُضيَ الأمر اليوم وأُنجزت المهمة.

 وهذا البطش والإجرام هو جزء لا يتجزأ من هوية السياسة الغربية الاستعمارية منذ قرون مديدة فهذه هي ثقافتهم في كلّ بقاع الأرض ومع كلّ الشعوب ومع مئات الملايين من البشر.

وما الدولة اللقيطة هذه إلا جزء من إنتاجاتهم في هذا القرن.

 بينما نحن وكما يعتقدون مُقيَّدون مبالغةً أو حقاً على أُسس أو عدمها… مُقيَّدون بالحضارة والإنسانية والحب والسلام و»ثقافة غاندي» واحترام الآخر والميل إلى السِّلم وتجنب إصابة «المدنيين»… بحساباتٍ خارجةٍ (بحسب ظنِّهم) عن الدين والسياسة والعقلانية والمصالح والمنطق لِتُستعمل هذه العناوين والشعارات في خدمة العدو الذي يبثُّها في الإعلام وبين أبناء أمتنا بطرقٍ مختلفة.

إنَّ ما رسمه سماحة السيد من حدود واضحة وصريحة جعل كلّ الكيان هذه المرة «على إجر ونص» وهو على هذه الحال ليس على الحدود المُتاخمة فقط بل انتقل الرُّعب وانسحب على كلّ الكيان في سابقة سوف لن تخلو من هلع مُنتشر بدأ بعد دقائق معدودة من كلام السيد حسن نصرالله.

جريدة البناء

أضيف بتاريخ :2021/02/18

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد