مقعد «السعودية» المعطوب!
محمد اليامي ..
المسافر على رحلة «الخطوط السعودية» من الطائف إلى الرياض (السبت الماضي) أبلغه الموظف أنه سيتم خفض درجته من درجة الأعمال إلى الدرجة السياحية، لأن المقعد الذي كان يفترض أن يسافر عليه «عطلان»!
اعتبرها المسافر خيرة، لكنه أبدى استغرابه للموظف أن شركة بحجم «الخطوط السعودية» لا تقوم بصيانة المقاعد فورياً، فكانت إجابة الموظف بالمحكية: «خلها على الله، رحلة الصباح كان عليها مقعدان معطلان»!
حسناً، قال المسافر: كيف أستعيد الفارق في القيمة؟ ووجد أن عليه انتظار مدير المحطة، الذي لم يكن في مكتبه لفترة طويلة، وبعد أن جاء منحه إيصالاً من أربع نسخ، نسختين للمحطة، ونسختين للراكب، ختمها جميعها، بعد أن كتب عليها بخط اليد، وسلمه إياه طالباً منه مراجعة المبيعات في مطار الرياض.
في مطار الرياض - بعد رحلة مكوكية بسبب الطقس تحتاج إلى مقالة منفصلة - أخبروه في علاقات الركاب بأن عليه مراجعة المكتب الرئيس للمبيعات شخصياً للحصول على حقه! هذا بلغة العاصمة الرياض، يعني نصف يوم عمل سيدفعه من جيبه إجازة أو من ماء وجهه استئذاناً.
حسناً، القصة تفتح الأبواب لأسئلة مشروعة حول شركة الطيران المحلية المملوكة للحكومة والمرشحة للتخصيص. فبداية من المقعد «العطلان» الذي أفاد مضيف الطائرة في شكل عفوي بأنه متعطل منذ أسبوع بسبب حاجته إلى قطعة غيار، أدرك المسافر أنه يجب على الناس الكف عن لوم وكالات السيارات التي تتأخر في جلب قطع الغيار بالشحن البحري إذا كانت «الخطوط السعودية» عاجزة عن توفير قطعة بالشحن الجوي!
في عصر التقنية المتسارعة لا توجد لدى «الخطوط السعودية» وسيلة لإعادة الدفع إلكترونياً لعملائها، على رغم أنها تقبل أن يدفعوا لها إلكترونياً، لكنها لا تفعل العكس!
والسؤال: كم يكلف كل هذا العمل الورقي المتخلف من جهد ومال؟ وكم يفتح أبواباً للهدر، وربما للفساد؟!
السؤال الأخطر: هو كيف وفرت «الخطوط السعودية» مقعداً في الدرجة السياحية، والمسافر نفسه عندما قام بالحجز كانت مقفلة تماماً ومباعة بالكامل، ما أجبره على الحجز على درجة الأعمال بمبلغ «موجع» يبلغ 2180 ريالاً ذهاباً وعودة في رحلة محلية؟ وهل هذا يعني أن إدارة الحجز تقفل المقاعد السياحية على الموقع الإلكتروني لإجبار الناس على شراء مقاعد أغلى، ثم تفتحها لاحقاً؟
سيرى المسافر كيف سيحتسب له الفرق على رغم أن الأسعار متغيرة بين الذهاب والإياب، والإيصال الممنوح له لم يحدد قيمة التعويض!
أسئلة مالية ورقابية وتنفيذية مشروعة للناقل الجوي السعودي الأكبر، لعلنا نحصل على إجابات عنها.
أما قصة الرحلة نفسها وحبس الناس في الطائرة في مطار القصيم فسيتصل الحديث عنها (الأربعاء) المقبل.
صحيفة الحياة
أضيف بتاريخ :2017/04/10