أين تذهب أموال الناس؟
محمد اليامي ..
تفاعل بعض قراء «الحياة» مع قصة المسافر يوم السبت الماضي من الطائف إلى الرياض، الذي خُفضت درجته قسراً، وطُلب منه أن يراجع مكتب الخطوط السعودية الرئيس في الرياض، لأخذ حقه!
أختار رسالة القارئ فايز المحيسي من السعودية، الذي أرسل يقول: «في مقالتك عن الخطوط السعودية الإثنين 10 نيسان (أبريل) 2017 لمست جرحاً نازفاً، القصص مع الخطوط السعودية كثيرة وسأختار واحدة. كنت مسافراً من الرياض إلى جدة على درجة رجال الأعمال، وتم تحويلنا إلى الدرجة السياحية مع مجموعة من الركاب، لعدم توافر فئة رجال الأعمال بالطائرة، ولم يعطونا أي مستندات تثبت ذلك، وعند سؤالهم طلبوا منا مراجعة مكتب مطار جدة، وعند وصولنا إلى جدة قال لنا الموظف عليكم مراجعة مكتب المبيعات في الرياض!
فتركنا الموضوع. وهذه هي المرة الرابعة التي أترك فيها مبالغ مستحقة لي، بسبب صعوبة الاسترداد!
سؤالك مشروع... ما الذي يمنع «الخطوط السعودية» من رد المبالغ إلكترونياً، مثلما تفعل معظم خطوط الطيران؟ اللهم إلا إذا كان لديهم هدف آخر»!
ربما يكون هدفهم عزيزي القارئ تسلية الناس، حتى تكتمل منظومة مشاريع الترفيه و «مترو» الرياض! فصعوبة الاسترداد التي تتحدث عنها واجهها صاحبنا الذي أكتب عنه، إذ توجه إلى مكتب الشركة في الرياض (هل يصح القول إنها شركة؟) وبعد أخذ دوره وتعاطيه مع موظف استعان باتصال هاتفي وبزميل آخر حتى يستطيع إدخال طلبه، سلمه ورقة مطبوعة وطلب منه الحضور غداً أو أي يوم آخر لتسلم حقه. سأله المسافر، لماذا؟ أجاب الموظف إجابة «هيروغلوفية» تتعلق بحسابات اليوم وغداً وأمور بيروقراطية، لا تعني الراكب كما لا تعني القارئ.
في اليوم الثاني لم يتسلم المبلغ، وعليه العودة بعد أسبوع أو عشرة أيام إذا كان الدفع نقداً، أو تسلم المبلغ بعد 40 يوماً على بطاقته الائتمانية، إذا كان استخدمها للدفع.
إذاً، يحتاج الراكب الذي خُفضت درجته، بسبب أن الشركة لم تقم بصيانة مقعد إلى ثلاثة مشاوير لمكتبها في الرياض لاسترداد حقه، وإذا كان بعض هذه الفروقات لدى بعض الناس أقل من قيمة الوقت والجهد المبذول فيها فهم سيتركونها لـ «الخطوط السعودية» كما أشار القارئ الكريم في رسالته وفعل ذلك مراراً!
أيضاً الشركة تدفع الفرق بناء على الحد الأدنى لقيمة الدرجة، وليس بناء على ما دفعه الراكب، وهذا ظلم واضح للناس.
كيف نتطور وشركة بهذا الحجم تطبق هكذا أنظمة على الناس؟ كيف نخفف الازدحام، ونرفع إنتاج الناس الذين ينتقدهم وزير الخدمة المدنية وأوقاتهم تضيع لاسترداد حقوقهم؟ وأهم الأسئلة هو: أين تذهب كل هذه الأموال التي يتركها عشرات الركاب شهرياً لـ «الخطوط السعودية»؟
صحيفة الحياة
أضيف بتاريخ :2017/04/15